قوله (?): {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}. قال المفسرون: أخذت حنّة مريم حين ولدتها فلفَّتها في خِرْقة وحملتها إلى المسجد، فوضعتها عند الأحبار: أبناء هارون عليه السلام، وهم يومئذ يلون من (?) بيت المقدس كما يلي الحَجَبة من الكعبة. فقالت لهم: دونكم هذِه النذيرة. فتنافس فيها الأحبار، إذ كانت بنت إمامهم، وصاحب قربانهم، فقال لهم زكريا: أنا أحقكم بها؛ عندي خالتها، فقالت له الأحبار: لا تفعل ذلك؛ فإنها لو تركت لأحق الناس بها لتركت لأمها (التي ولدتها) (?)، ولكنا نقترع عليها، فتكون عند من خرج سهمه. فانطلقوا -وكانوا تسعة وعشرين رجلًا- إلى نهر جار قال السدي: هو نهر الأردن (?) -فألقوا أقلامهم في الماء، فارتد قلم زكريا، وقام فوق الماء كأنه في طين، وجرت أقلامهم مع الماء، فذهب بها الماء، فسهمهم وقرعهم زكريا، وكان رئيس الأحبار ونبيهم، فذلك قوله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} (?).