وذلك أنهم قد عرفوا أن الكعبة قبلة إبراهيم عليه السلام، وقد كانوا وجدوا في التوراة أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - سيحول إليها، فحوله الله تعالى إليها لئلا يكون لهم حجة فيحتجوا بأن هذا النبي الذي نجده في كتابنا سيحول إليها ولم تحول أنت، فلما حول النبي - صلى الله عليه وسلم - ذهبت حجتهم، ثم قال: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا} يعني إلا أن (?) يظلموكم فيكتموا ما عرفوا (?).

وقال الأخفش: معناه: لكن الذي ظلموا، كقوله عز وجل {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} (?) معناه (?): لكن يتبعون الظن. وقوله {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)} (?) يعني لكن يبتغي وجه ربه، فيكون منفردًا عن الكلام الأول (?).

وروى (?) أبو عبيد عن أبي عبيدة أنه قال: ليس موضع (إلا) هاهنا بموضع (?) استثناء؛ لأنه لا يكون (?) للظالم حجة، إنما هو في موضع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015