وعلى هذين القولين {إِلَّا} استثناء) (?) صحيح على وجهه، نحو قولك ما سار أحدٌ من الناس إلا أخوك، فهو إثبات للأخ من السير ما هو منفي عن كل أحدٍ من الناس وكذلك قوله {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} نفي عن أن يكون لأحد حجة قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بسبب تحولهم إلى الكعبة {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا} من قريش فإن لهم قبلهم حجَّةً لما ذكرنا (?).

ومعنى (الحجة) في هذين القولين: الخصومة والدعوى الباطلة. كقوله: {لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ} (?) أي: لا خصومة، وقوله تعالى: {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ} (?) {لِيُحَاجُّوكُمْ} (?) و {تُحَاجُّونَ} (?) (?) و {حَاجَجْتُمْ} (?) كلها بمعنى المخاصمة والمجادلة لا بمعنى الدليل والبرهان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015