الواحد للفصل، والأحد للغاية. وقيل: واحد بصفاته، وأحد بذاته.
وقيل: إن الواحد يدل على أزليته وأوّليته؛ لأن الواحد في الأعداد ركنها، وأصلها، ومبداها. والأحد يدلُّ على بينونته من خلقه في جميع الصفات، ونفي أبواب الشِّرك عنه، فالأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد، والواحد اسم لمفتتح العدد، فأحد يصلح في الكلام في موضع الجحود، والواحد في موضع الإثبات. تقول: لم يأتني منهم أحد، وجاءني منهم واحد، (ولا يقال: جاءني منهم أحد) (?)، لأنك إذا قلت: لم يأتني منهم أحد فالمعنى (?) لا واحد أتاني ولا اثنان، وإذا قلت: جاءني منهم واحد فالمعنى لم يأتني منهم اثنان (?).
وقال ابن الأنباري: أحد في الأصل وحد، كما قالوا للمرأة (?):