قوله عز وجل: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا} يعني: التحويل عن القبلة التي كنت عليها وهي بيت المقدس، وقيل معناه: القبلة التي أنت عليها وهي الكعبة كقوله عز وجل {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} (?) أي: أنتم في {إِلَّا لِنَعْلَمَ} لنرى ونميز {مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ} في القبلة {مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} فيرتد ويرجع إلى قبلته الأولى، هذا قول المفسرين (?).

وقال أهل المعاني: معناه: إلا لعلمنا من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، كأنه سبق ذلك في علمه أن تحويل القبلة سبب هداية قوم وضلالة آخرين، وقد تضَعُ العرب لفظ الاستقبال موضع المُضِيِّ كقوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015