قال مجاهد: لما قالت قريش هذا لرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "نعم، وهو (?) كالمائدة لبني إسرائيل، إنْ لم تؤمنوا عذِّبتم"، فأبوا ورجعوا (?).
والصحيح -إن شاء الله- أنَّها نزلت في اليهود حين قالوا: يا محمد، ائتنا بكتاب نزل (?) من السماء جُملةً كما أتى موسى بالتوراة جملة (?). لأنَّ هذِه السورة (?) مدنيَّة. وتصديق هذا القول: قوله -عز وجل-: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ} (?).
وفي {سُئِلَ} ثلاث قراءات:
{سُئِلَ} بالهمز، وهي قراءة العامة.
و(سُيِل) بتليين الهمز، وهي قراءة أبي جعفر.
و(سِيلَ) مثل: قيل، وهي قراءة الحسن (?).
قوله -عز وجل-: {وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ} يعني: ومن يستبدل الكفر بالإيمان {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} أخطأ وسط الطريق.