فراشي؟ أما رأيت لي حرمةً وحقًّا؟ ما كنت تصنع هذا بامرأة منهن.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أليس هي جاريتي، قد أحلّها الله لي؟ اسكتي، فهي علي حرام، ألتمس بذاك رضاك، فلا تخبري بهذا امرأة منهن، وهو عندك أمانة". فلما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة، فقالت: ألا أُبشّرُكِ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حرم عليه أمته مارية، فقد أراحنا الله تعالى منها، وأخبرت عائشة بما رأت، وكانتا متصافيتين، متظاهرتين على سائر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فغضبت عائشة - رضي الله عنهما -، فلم يزل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حتى حلف ألا يقربها، فأنزل الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} (?)