وغضب عبد الله بن أُبيّ، وعنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم، غلام حدث السن، وقال ابن أُبيّ: أفعلوها؟ قد واقرونا (?) وكاثرونا في بلادنا، والله ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل: سَمِّن كلبك يأكلك (?)، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، يعني بالأعز: نفسه، وبالأذل: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ثم أقبل على من حضره من قومه، فقال: هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم. أما والله لو أمسكتم عن جُعال وذويه فضل الطعام لم يركبوا رقابكم، ولأوشكوا أن يتحولوا عن بلادكم، ويلحقوا بعشائرهم ومواليهم فلا تنفقوا عليهم حتى ينفضوا من حول محمد.

قال زيد بن أرقم: أنت والله الذليل القليل المُبغَض في قومك، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- في عِزٍّ من الرحمن، ومودة من المسلمين. والله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015