قال: فضرب الله تعالى هذا المثل ليهود بني النضير والمنافقين من أهل المدينة، وذلك أنَّ الله عز وجل أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يجلي بني النصير عن المدينة، فدس المنافقون إليهم، فقالوا: لا تجيبوا محمَّدًا إلى ما دعاكم ولا تخرجوا من دياركم، فإن قاتلوكم كنَّا معكم وإن أخرجوكم خرجنا معكم، فأطاعوهم فدبروا على حصونهم وتحصنوا في ديارهم رجاء نصر المنافقين حتَّى جاءهم النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-، فناصبوه الحرب يرجون نصر المنافقين، فحاربوا النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم-، فخذلهم المنافقون وتبرؤوا منهم كما تبرأ الشيطان من برصيصا وخذله (?).

قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: فكانت الرهبان بعد ذلك في بني إسرائيل لا يمشون إلَّا بالتقية والكتمان، وطمع أهل الفجور والفسق في الْأَحبار فرموهم بالبهتان والفسوق والتقبيح حتَّى كان أمر جريج الراهب، فلما برَّأ الله تعالى جريجًا الراهب مما رموه به انبسطت بعده الرهبان وظهروا للنَّاس (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015