{فَرَآهُ حَسَنًا} زين له (?) ذلك الشيطان بالوسواس، ونفسه تميله إلى الشبهة وترك النظر في الحجة المؤدية إلى الحق، والله سبحانه يخلق ذلك في قلبه، وجوابه محذوف مجازه: أفمن زين له سوء عمله كمن زين له حسن (?) عمله ورأى الحق حقًّا والباطل باطلًا، نظيره: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ} (?) وقوله {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ} (?) ونحوهما.

وقيل معناه: أفمن زين له سوء عمله فأضله الله كمن هداه، ودليله قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}، وقيل: جوابه تحت قوله: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} فيكون معناه: أفمن زين له سوء عمله فأضله الله (?) ذهبت نفسك عليه حسرة: أي: تتحسر عليه، دليله (?) قوله تعالى: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ}.

(وقال الحسين بن الفضل: فيه تقديم وتأخير مجازه: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) (?) فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015