لها آمنة يوم القيامة، ومن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا من سائر الناس فهو يخاف ويرجو فهذا وجه.
والآخر: أن نجعل الاستثناء من الذين تركوا في الكلمة؛ لأن المعنى: {لَا يَخَافُ لَدَىَّ الْمُرْسَلُونَ} إنما الخوف على غيرهم، ثم استثنى فقال تعالى: {إِلَّا مَنْ ظَلَمَ} يقول: كان مشركًا فتاب من الشرك (?) وعمل حسنًا فذلك مغفور له وليس بخائف.
قال: وقد قال بعض النحويين: {إِلَّا} هاهنا بمعنى الواو يعني: ولا من ظلم منهم كقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا} (?).
وقال بعض العلماء: قوله تعالى: {إِلَّا} ليس باستثناء من المرسلين؛ لأنه لا يجوز عليهم الظلم وإنما معنى الآية: إلَّا من ظلم فعليه الخوف فإذا تاب أزال الله تعالى عنه الخوف (?).
12 - قوله تعالى: {وَادْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ}
وإنما أمره بإدخال يده في جيبه -عليه السلام-؛ لأنه (كان عليه) (?) في ذلك الوقت مدرعة (?) من صوف ولم يكن لها كم، قاله المفسرون (?).