تفسير التستري (صفحة 193)

وبينه قرابة، والعقبة الأخرى: المعرفة لا يقدر العارف عليها إلا بحول الله وقوته على عتق رقبة نفسه عن الهوى،

[سورة البلد (90) : الآيات 14 الى 15]

أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (15)

أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [14] ضرورة الإيمان قواماً، لا ظلماً وطغياناً بلذة نفس الطبع.

يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ [15] فاليتيم هاهنا القلب، طعامه الوفاء، والمسكين العارف المتحير، فطعامه ألطافه ذا مقربة عند الله وعند الخلق ذَا مَتْرَبَةٍ [16] .

[سورة البلد (90) : الآيات 17 الى 18]

ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (18)

قوله تعالى: وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [17] قال: يعني بالصبر على أمر الله، والتراحم بين الخلق.

وقد سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما الإسلام؟ فقال: «الصبر والسماح. فقيل: ما الإيمان؟ فقال:

طيب الكلام وإطعام الطعام» «1» . قال سهل: وأطيب الكلام ذكر الله تعالى.

أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ [18] قال: يعني الميامنين على أنفسهم من أهوال ذلك اليوم، لا يحسون بدونه، كما كانوا في الدنيا حياة بحياة، وأزلية بأزلية، وسراً بسر.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

السورة التي يذكر فيها الشمس

[سورة الشمس (91) : الآيات 3 الى 4]

وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (4)

قوله تعالى: وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها [3] قال: يعني نور الإيمان يجلي ظلمة الجهل، ويطفئ لهيب النار.

وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها [4] قال: يعني الذنوب والإصرار عليها يغشى نور الإيمان، فلا يشرق في القلب، ولا يظهر أثره على الصفات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إن الهوى والشهوة يغلبان العلم والعقل» «2» والبيان، لسابق القدرة من الله عزَّ وجلّ.

[سورة الشمس (91) : الآيات 9 الى 10]

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (9) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (10)

قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها [9] قال: أفلح من رزق النظر في أمر معاده.

وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها [10] قال: خسرت نفس أغواها الله عزَّ وجلَّ، فلم تنظر في أمر معاده.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015