(38)

والمغلوبية، لم يقع بعد حين نزول الآية، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُون) يعني: من مات على الكفر منهم (لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطيِّبِ): الشقي من السعيد، أو الإنفاق الخبيث في سبيل الشيطان من الإنفاق الطيب في سبيل الله تعالى، واللام متعلق بـ يحشرون، وهذا التمييز في الآخرة أو في الدنيا وحينئذ متعلق اللام مقدر أي: يسر الله للكافرين إنفاق أموالهم في محاربتكم، ليميز الخبيث من الطيب، أي: من يطيعه بقتال أعداء الله ممن يعصيه بالنكول عنه كما قال تعالى " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه " [آل عمران: 109]، وقال تعالى " وما أصابكم يوم التقى الجمعان " [آل عمران: 166] (وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ) أي: الفريق الخبيث (بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا): عبارة عن الضم والجمع حتى يتراكبوا لفرط ازدحامهم، أو معناه يضم على الكافر ما أنفقه ليزيد به عذابه، كقوله " فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ " [التوبة: 35]. (فَيجْعَلَهُ في جَهَنَّمَ أُولَئِكَ) أي: الفريق الخبيث (هُم الْخَاسِرُونَ).

* * *

(قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لله خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015