عن الشرك (وَلَكِن أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) إنهم غير مستحقين لولاية الحرم ومنهم من يعلم ويعاند.
(وَمَا كَانَ صَلاتهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً) أي: كيف لا يستحقون العذاب، وكيف يكونون ولاة الحرم، وتقربهم إلى الله تعالى وما يضعون موضع صلاتهم الصفير يدخلون أصابعهم في أفواههم ويصفرون في الطواف (وَتَصْدِيَةً): تصفيقًا، وقد نقل كانوا يضعون خدودهم على الأرض ويصفرون بأفواههم ويصفقون بأيديهم، وقال بعضهم: كان إذا - صلى النبي صلى الله عليه وسلم - في الحرم قام رجلان عن يمينه يصفران، ورجلان عن يساره يصفقان ليخلطوا عليه صلاته، وقال بعضهم: المراد صد الناس عن سبيل الله تعالى، فحينئذ من قلب إحدى الدالين تاء كما في ظنيت من الظن (فَذُوقُوا الْعَذَابَ): ببدر (بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا): الناس (عَنْ سبِيلِ اللهِ) لما رجع من بقى من الكفرة من بدر إلى مكة، استعانوا من أبي سفيان وغيره من مال تجارة الشام، واستقرضوا أيضًا ثم أنفقوا في غزوة أحد، ولهذا قالوا: نزلت في أبي سفيان، أو المراد صرف أموالهم في غزوة بدر (فَسَيُنْفِقُونَهَا) أي: بعد ذلك في غزوة أحد (ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً): في الآخرة، أو في الدنيا لذهاب الأموال، وعدم نيل المرام (ثُمَّ يُغْلَبُونَ): عاقبة الأمر، وقيل: المراد من قوله: " فَسَيُنْفِقُونَهَا " ذكر قرب زمان الإنفاق ثم الحسرة على صرفه ثم غلبة المؤمنين، فإنه وإن كان الإنفاق وحده واقعًا متقدمًا لكن الإنفاق والحسرة