الحسبة، بمعنى لا تصيبن وبالها، أو نزلت في علي وعمار وطلحة والزبير وما وقع عليهم يوم الجمل بعد شهادة عثمان - رضى الله عنهم - أو في قوم مخصوصين من الصحابة أصابتهم الفتنة يوم الجمل، والأول أصح، وقوله " لا تصيبن " إما جواب الأمر على مذهب الكوفيين فتقديره إن لا تتقوا لا تصب الظالمين خاصة، ودخول النون لما فيه من معنى النهي، كأن إصابة الفتنة إليهم خاصة مطلوب، وإما صفة فتنة ولا للنهي؛ لأن النون لا تدخل المنفي في غير القسم بتقدير القول أي: فتنة مقولاً في حقها (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).

(وَاذْكُرُوا): ياَ معشر المهاجرين (إِذْ أَنتمْ قَلِيلٌ): في العدد (مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرْضِ) بمكة قبل الهجرة (تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطكُمُ النَّاسُ): يذهب بكم، ويعدمكم كفار قريش أو كفار سائر البلاد (فَآوَاكُمْ) إلى المدينة (وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ) على الأعداء يوم بدر وغيره (وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ) الغنائم، وكانت لا تحل للأمم السابقة (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ): لكي تشكروا نعمة، والآية خطاب للعرب كافة لا للمهاجرين خاصة، فإن العرب كانوا أذل الناس وأجوعه وأعراه وأضله، حتى جاء الله بالإسلام فمكنهم في البلاد، وسلطهم على العباد وجعلهم ملوكًا شرفاء، وصيرهم مترفهين أغنياء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ) بترك فرائض الله وسننه، أو بما تضمروا خلاف ما تظهرون (وَتَخُونُوا) داخل في النهي، أو نصب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015