به (يَطْلُبُهُ حَثِيثًا) يعقبه سريعًا كالطالب له لا يفصل بينهما شيء، والجملة حال من النهار وحثيثًا صفة مصدر، أي: طلبًا سريعًا (وَالشَّمْسَ) عطف على السماوات (وَالْقَمَرَ وَالنجُومَ مُسَخَّرَاتٍ) نصب على الحال (بِأَمْرِهِ) بقضائه وتصريفه (أَلا لَهُ الْخَلْقُ) لا خالق إلا هو (وَالأمْرُ) لا يجري في ملكه إلا ما يشاء (تَبَارَكَ اللهُ) تعالى وتعظم (رَبُّ الْعَالَمِينَ).
(ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضرعًا وَخُفْيَةً) أي: ذوي تذلل واستكانة وخفية، فالأصح أنه يكره الصياح والنداء في الدعاء (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) المتجاوزين في شيء أمروا به ومنه الإطناب في الدعاء بمثل مسألة الجنة ونعيمها وإستبرقها وقصورها وأمثال ذلك (وَلا تُفسِدُوا في الأرضِ) بالشرك والمعاصي (بَعْدَ إِصْلاحِهَا) ببعث الأنبياء، وقيل: لا تفسدوا بالمعاصي فإن من شؤمها يمسك المطر فتخرب الأرض بعدما كانت مخضرة (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا) من عقابه وثوابه حالان من الفاعل (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) المطيعين في أمره ونهيه لم يقل قريبة، لأن الرحمة بمعنى الثواب ولاكتساب المرجع التذكير من المضاف إليه كما صرح الزمخشري في " ما إن مفاتحه لينوء " [القصص: 76]، بالياء التحتانية (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا) جمع بشير