ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ)، وهذا كما تقول: هل تستطيع أن تجيء معي؟ عالمًا باستطاعته أي هل تفعل أم لا؟ أو بمعنى هل يعطيك ربك بإجابة سؤالك فيكون أطاع واستطاع بمعنى كأجاب واستجاب، وقيل: شكُّوا أي في قدرة الله، ولذلك أجابهم عيسى عليه السلام بقوله: " اتقوا الله " (?)، ومن قرأ (هل تستطيع) بالتاء، و (ربَّك) بالنصب، فمعناه هل تستطيع سؤال ربك؟ (أَن يُنَزِّلَ عَلَينَا مَائِدَةً مّنَ السَّمَاءِ قَالَ): عيسى، (اتَّقُوا اللهَ): في سؤالها، (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي: لا يليق اقتراح الآيات بعد الإيمان، (قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا)، فأجابوا بأن طلبها لأجل الحاجة لا أنا نطلب آية، (وَتَطْمَئِنَّ قلوبُنَا): بزيادة علمنا، (وَنَعْلَمَ): علم مشاهدة بعد ما علمناه علم إيمان، (أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا): فيما وعدتنا أو في نبوتك، (وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ) أي: من الشاهدين على تلك المائدة الدالة على نبوتك أو من الشاهدين عليها عند من لم يحضرها من بني إسرائيل، وعليها متعلق بمحذوف يفسره من الشاهدين، (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللهُمَّ رَبَّنَا)، نداء ثان فإن اللهم لا يوصف، ولا يبدل منه، (أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً) أي: خوان إذا كان فيه الطعام، (مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا)، العيد اسم ليوم فيه سرور مخصوص فضمير تكون للمائدة على حذف مضافين أي: تكون يوم نزولها أو اسم سرور يعود فلا حذف، لكن في الإسناد مجاز، (لِأَوَّلِنَا)، بدل من لنا، (وَآخِرِنَا): لمتقدمينا ومتأخرينا أو يأكل منها أولنا وآخرنا (وَآيَةً مِنْكَ): على كمال قدرتك، وصحة نبوتي، (وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِين قَالَ اللهُ): مجيبًا له، (إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ): بعد نزولها، (مِنكُمْ