أي وَالصَّابِئُونَ كذلك (?) وهو اعتراض مشعر بأنهم مع كمال ضلالهم إن آمنوا يتاب عليهم فغيرهم من باب الأولى وهم طائفة من النصارى أو من عبدة الملائكة أو قوم يعرفون الله وحده وليست لهم شريعة، وقيل: غير ذلك (وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللهِ): بقلبه أو ثبت على الإيمان مبتدأ خبره " فلا خوف " والجملة خبر إن وضمير اسمها محذوف أي: من آمن منهم أو بدل من اسم إن وخبره فلا خوف (وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُ): على ما فات عنهم من الدنيا (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا): ليذكروهم (كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى): تشتهي (أَنفُسُهُمْ) جملة شرطية وقوله: (فرِيقًا): من الأنبياء (كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ) دال على جواب الشرط وهو استكبروا، وقوله: " فريقًا كذبوا " مستأنفة كأنه قيل: كيف فعلوا برسلهم؟ وجملة الشرط والجزاء صفة " رسلا " أى كلما جاءهم رسول منهم (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ) أي: حسب بنو إسرائيل أن لا يصيبهم شر بما صنعوا ومن قرأ " أَلَّا تَكُونُ " بالرفع يكون أن مخفف من المثقلة (فَعَمُوا): عن الدين والدلائل (وَصَمُّوا): عن إسماع الحق حين عبدوا العجل (ثُمَّ تَابَ اللهُ عَلَيْهِمْ) أي: ثم تابوا فقبل الله توبتهم (ثمَّ عَمُوا وَصَمُّوا) كرة أخرى (كَثِيرٌ مِنْهُمْ) بدل من ضمير الجمع (وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُون): فيجازيهم (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) أي: إني مخلوق مثلكم فاعبدوا خالق الكل (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ): في عبادته (فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأوَاهُ): منزله (النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ): ما لهم أحد ينصرهم لأنهم ظلمة (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ) أي: أحد ثلاثة من الآلهة هو والمسيح وأمه (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015