يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) أي: لا تهتم بمسارعَّتَهم فيه (مِنَ الَّذِينَ قَالوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ) متعلق بقالوا (وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ) وهم المنافقون (وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا) اليهود عطف على من الذين (سَمَّاعُونَ) أي: هم سَمَّاعُونَ أو تقديره: ومن اليهود قوم سَمَّاعُونَ (لِلْكَذِبِ) أي: قابلون له يقبلون من أحبارهم ما يفترونه وقيل: سَمَّاعُونَ كلامك لأجل الكذب أي: ليكذبوا ويفترون عليك (سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ) أي: يسمعون من جمع من اليهود لا يأتون مجلسك ويقبلون كلامهم أو معناه سَمَّاعُونَ منك لأجله، وقيل: سَمَّاعُونَ الثاني للتأكيد، ولقوم متعلق بالكذب أي: سَمَّاعُونَ ليكذبوا لقوم لم يأتوا مجلسك تجافيًا عنك وتكبرًا (يُحَرِّفُونَ الكلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ): من بعد أن وضعه الله مواضعه إما لفظًا وإما معنى بحمله على غير مراده، الجملة صفة لقوم أو مستأنفة أو خبر محذوف، وكذلك قوله (يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ) أي: إن أوتيتم هذا المحرف فاقبلوه (وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ) بل يفتى بخلافه (فَاحْذَرُوا) قبوله. " نزلت في رجل وامرأة محصنين من اليهود زنيا وهم قد بدلوا الرجم في التوراة بمائة جلدة والتحميم والإركاب على حمار مقلوبًا فلما وقعت تلك الكائنة بعد الهجرة أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستفتوا وقالوا: إن حكم بمثل ما قلنا اعملوا أو يكون نبي من أنبياء الله قد حكم بذلك فيكون حجة بينكم وبين الله، وإن حكم بالرجم فلا تتبعوه فأمر عليه الصلاة والسلام بالرجم