أقصى الغرب، أو المراد قسي الغزاة تنزع السهام إغراقًا في النزع، والأصح الأول، وهو قول أكثر الصحابة، (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا): الملائكة التي تنشط، أي تخرج أرواح المؤمنين، كما ينشط العقال من يد البعير بسهولة، أو النجوم التي تخرج من برج إلى آخر، أو الغزاة تخرج السهم للرمي، (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا): الملائكة التي تسبح في مضيها، وتسرع في قضاء الحوائج، أو السيارات، فكل في فلك يسبحون، أو خيل الغزاة تسبح في جريها، أو السفن، (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا): الملائكة التي سبقت ابن آدم بالإيمان والأعمال، أو أرواح المؤمنين تسبق شوقًا إلى لقاء الله، أو النجوم تسبق بعضها بعضًا في السير، أو خيل الغزاة، (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا): الملائكة التي تدبر الأمر من السماء إلى الأرض بأمر ربها، والسلف ما اختلفوا في هذا الأخير، ولم ينقل عنهم إلا قول واحد، وجواب القسم محذوف، وهو مثل (لَتُبْعَثُنَّ) وما بعده يدل عليه، (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) أي: تضطرب، وتتحرك الواقعة التي ترجف عندها الأجرام، كـ يوم ترجف الأرض، والجبال، وهي النفحة الأولى، ويوم ظرف لجواب القسم المحذوف، (تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ): الواقعة التي تردف الأولى، وهي النفخة الثانية، وبينهما أربعون سنة، والجملة حال، وفي الترمذي وغيره " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثلث الليل، قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه (قُلُوبٌ) مبتدأ خصص بتنكير التنويع، (يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ): شديدة الاضطراب خائفة، (أَبْصَارُهَا) أي: أبصار أصحابها، (خَاشِعَةٌ): ذليلة من الخوف، (يَقُولُونَ) مستأنفة للتعليل، كأنه قال: لأنَّهُم يقولون في الدنيا: (أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ) في الحالة الأولى: أي: الحياة بعد الموت، يقال: رجع في حافرته، أي: من