حطَّ عنك القسم فلا يجب عليك بعد، وفي أمر الواهبات إن شئت قبلت وإن شئت رددت، (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ): طلبت وأردت إصابتها، (مِمنْ عَزَلْتَ): من النساء اللاتي عزلتهن عن القسمة، (فَلاَ جُنَاحَ عَيكَ) في ذلك، (ذَلِكَ) التفويض إلى مشيئتك من غير وجوب القسم، (أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ) أي: أقرب إلى قرة عيونهن، وقلة حزنهن ورضاهن جميعًا، فإنه إذا علمن أن الله قد وضع عنك الحرج في القسم، ثم مع هذا أنت تقسم لهن اختيارًا فرحن به، وحملن جميلتك في ذلك واعترفن بعدلك وكمال إنصافك في قسمك، وإن رجحت بعضهن علمن أنه بفسحة من الله لك ورضاه، فتطمئن نفوسهن، وعن بعض معناه تطلق من تشاء منهن، وتمسك من تشاء، ومن ابتغيت ممن طلقت بالرجعة فلا إثم، والتفويض إلى رأيك أقر لرضاهن، لأنك لو لم تطلقهن حملن في ذلك جميلتك " وكلهن " تأكيد لفاعل " يرضين "، (وَاللهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ) من الميل إلى بعضهن مما لا يمكن دفعه، (وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَلِيمًا) فلا يؤاحذكم بما في قلوبكم، (لاَ يَحِل لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ)، من بعد هؤلاء التسع فلا يجوز لك العشرة فما فوقها، (وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِن مِنْ أَزْوَاج): بأن تطلق واحدة من هؤلاء وتتزوج بدلها أخرى، (وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسنهُنَّ) أي: مفروضًا إعجابك بهن، حال من فاعل تبدل، وعن