وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ) لا كالنصارى فإنهم لا يتزوجون امرأة بينه وبينها سبعة أجداد، ولا كاليهود يتزوج أحدهم ابنة أخيه وأخته، (اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ) إلى المدينة لا يحل له غير المهاجرات، وعن بعض معناه: اللاتي أسلمن، (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً) دون غيرها، نصبها بـ أحللنا لأن معنى أحللنا قضينا أو أعلمنا حلها، فلا ينافي الماضي الشرط المستقبل، أو نقول أحللنا جواب الشرط بحسب المعنى والحقيقة، فهو أيضًا مستقبل، (إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا) أي: طلب نكاحها يعني هبتها نفسها منه لا توجب حلها إلا بإرادته نكاحها، فإنها جارية مجرى القبول، عدل إلى الغيبة ثم إلى الخطاب بقوله: (خَالِصَةً لكَ مِن دُون الُمؤْمِنِين) للإيذان بأنه مما خص به لشرف النبوة والخطاب أدخل في التخصيص، والاسم في التعظيم والأصح أنه ينعقد في حقه عليه السلام بلفظ الهبة من غير ولي وشهود ومهر، وعند بعض لا ينعقد في حقه أيضًا إلا بلفظ الإنكاح واختصاصه في ترك المهر فقط، ونصب خالصة على المصدر المؤكد لمضمون جملة " امرأة مؤمنة " إلخ، أو على الحال من ضمير " وهبت " أو تقديره: هبة خالصة لك (قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ)، من حصرهم في أربع نسوة واشتراط عقد ومهر وشهود، (وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ)، من توسيع الأمر فيها، (لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ)، متعلقه خالصة أي: اختصصتك بأشياء في التزوج لئلا يكون عليك ضيق فقوله: " قد علمنا " إلى " أَيْمَانُهُمْ " معترضة بين خالصة ومتعلقها، (وَكَانَ اللهُ غَفُورًا) للزلات، (رحِيمًا) بالتوسعة، (تُرْجِي) تؤخر، (مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ): من نسائك ومن الواهبات، (وَتُؤْوِي): تضم، (إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ): من نسائك والواهبات، يعني: أنت بالخيار في أمرهن قد