فتؤخرونها إلى نزول العذاب، كانوا يقولون إن صدق إيعاده: تبنا حينئذ، زاعمين أنها مقبولة حينئذ، لخاطبهم عدى حسب اعتقادهم، (لَوْلَا): هلا، (تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ) قبل العذاب، (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) فإنما لا تقبل حينئذ، (قَالُوا اطَّيَّرْنَا): تشاءمنا، (بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ) فإنهم قحطوا وتفرقت كلمتهم منذ كذبوه، (قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ) أي: شؤمكم عنده أتاكم منه بكفركم، (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ): تختبرون بالخير والشر، أضرب عن بيان الطائر إلى ذكر ما هو الداعي إلى الضراء، (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ): في مدينة ثمود، (تِسْعَةُ رَهْطٍ) أي: أنفس، وقع تميزًا للتسعة، لأنه بمعنى الجماعة، وهو من الثلاثة أو من السبعة إلى العشرة، وهم الذين عقروا الناقة أبناء أشرافهم، (يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) يعني: أعمالهم محض فساد، (قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللهِ) أي: قال بعضهم لبعض احلفوا، (لَنُبَيِّتَنَّهُ) أي: لنقتلنه ليلاً، (وَأَهْلَهُ)، والبيات: مباغتة العدو ليلاً، (ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ) لولي دمه، (مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ): ما حضرنا إهلاكهم، (وَإِنَّا لَصَادِقُون) أي: ونحلف إنا لصادقون، أو نقول له ذلك، والحال إنا عند الناس عظماء صادقون قيل: إنا لصادقون في ذلك القول لأنا ما حضرنا مهلكهم وحده، بل مهلكه ومهلكهم كأن الكذب عندهم أقبح من قتل نبي الله والمؤمنين، (وَمَكَرُوا مَكْرًا) بتلك المواضعة، (وَمَكَرْنَا مَكْرًا): جازيناهم على ذلك، (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) بمكرنا، (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ) فإنهم لما خرجوا لإهلاكهم بعد عقر الناقة دمغتهم الملائكة بالحجارة، أو جثم عليهم جبل فماتوا، (وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ): وإهلاكهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015