تفسير قوله تعالى: (لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون)

يقول تعالى: {لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ} [الزخرف:73] (لَكُمْ) أي: يا أهل الجنة! {فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ}، الإنسان في الدنيا عندما يأكل ويعرف أن هناك فاكهة بعد الطعام يفرح، فالفاكهة تفكه الإنسان وتفرحه، والإنسان الفكه: هو الذي يفرح ويضحك، فكأن الفاكهة تدخل السرور على قلب الإنسان، وقوت الإنسان ضروري لحياته، وأهل الجنة يعيشون في الجنة فيعطيهم الله عز وجل ما يشاءون، وتأكل في الدنيا حتى لا تمرض، وحتى تقدر على العمل، أما أهل الجنة فقد أعطاهم الله عز وجل الصحة والعافية والخلود، فلا يحتاجون إلى قوت، وإنما هم يريدون الفرح والسرور، فيقال لهم: هذه الجنة التي أورثتموها، وهذه الفاكهة التي تتفكهون بها في الجنة وتأكلون وتشربون، فإذا أعطوا الفاكهة فلا شك أنهم يعطون ما هو غير ذلك من طعام ولحم ونحوه.

{لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ} [الزخرف:73] فلا تعد أصناف الفاكهة وأجناسها وأنواعها، وقوله: (منها تأكلون)، فهي لكثرتها لا تستطيعون أن تنفدوها، فهي لا تنتهي، فمن بعضها (تأكلون) تأكل ما تشتهي ولا تنفد هذه الفاكهة التي في الجنة.

فهذا حال أهل الجنة يأكلون وينعمون ويفرحون ويكرمون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015