الصورة الثانية: في الإنسان الذي يقع ذلك منه فلتة، وليس من عادته أن يعمل هذا الشيء، فوقع في ظلم وندم على فعله؛ لأنه ليس من عادته، فالعفو عن مثل هذا أفضل، وهذا قد يجعله يستحي ويخجل مما عمله، فالفرق بين الصورتين: أن الأول مجرم، فهذا يستحق أن يؤاخذ، ولا يعفى عنه؛ لأنه يتطاول على الجميع، ولا أحد يردعه، وينطبق عليه قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى:39].
لكن الحالة الثانية: أن فعله هذا فلت منه وليست عادته، فيسن في مثل ذلك الصبر والعفو؛ لعله يراجع نفسه، ولعله يستحيي مما صنعه.