يقول ابن الجوزي رحمه الله في قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران:159] معناه: استخرج آراءهم واعلم ما عندهم بالشورى، فإذا استشرت الناس فكل منهم سيدلي برأيه الذي عنده، فتستفيد من آرائهم إذا رأيت، ولعلك تجد رأياً من آراء الناس أصوب مما تقوله أنت، فلا تحتقر لأحد رأياً حتى تسمع ما يقول.
يقول الزجاج: يقال: شاورت الرجل مشاورة وشواراً، وما يكون عن ذلك اسم المشورة، ويقال لها المشورة، يقال: فلان حسن الصورة والمشورة، أي: حسن الهيئة واللباس، وحسن المشورة أي: صاحب رأي.
قالوا: معنى شاورت فلاناً أي: أظهرت ما عندي وما عنده، يقال: وشرت الدابة إذا امتحنتها فعرفت هيئتها في سيرها -فهذا من معاني كلمة شار- قال: وشرت العسل إذا أخذته من مواضع النحل، وعسل مشار، أي: مأخوذ من أماكن النحل.
فالمشورة هي عرض الآراء على الناس، أو على أهل الشورى، وأخذ هذه الآراء والنظر فيها.