الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.
قال الله عز وجل في سورة الشورى: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى:36 - 37].
ذكر الله سبحانه وتعالى أن الإنسان مهما أوتي في هذه الدنيا من نعم الله سبحانه وتعالى فهو متاع قليل، وهو زينة الحياة الدنيا، قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف:46]، فالذي يؤتاه العبد في الدنيا ينبغي عليه أن يشكر الله سبحانه وتعالى عليه، ولا يفعل ذلك إلا المؤمنون الذين ذكر الله صفاتهم هذه، قال تعالى: (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، للمؤمنين، المتوكلين، المستجيبين لله سبحانه، الذين يجتنبون ما حرم الله، ويفعلون ما أمرهم الله عز وجل به، والذين يكبتون أنفسهم عن غيظها وعن ملذاتها إلا ما أحل الله سبحانه وتعالى.
ووصف الله الذين آمنوا بقوله: (وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، وما عند الله خير وأفضل من هذه الحياة الدنيا، ولا وجه للمقارنة، فالدار الآخرة للمؤمنين الصالحين، قال تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص:83].