الفرق بين المؤمن والكافر أن المؤمن حين يتلقى ويسمع القرآن يفتح قلبه فيحب القرآن فيشفيه الله عز وجل به، وينير له قلبه وطريقه، والكافر المعاند المشاقق لربه ولرسوله صلوات الله وسلامه عليه، فإن القرآن عليه عمى فلا يفهم منه شيئاً، وكأنه ثقيل على أذنه، فهو لا يسمع ولا يفهم ولا يعقل، فهم ينادون من مكان بعيد في الدنيا وفي الآخرة، أما في الدنيا ففيه صمم، فالأصم هو الذي يناديه إنسان قريب منه فلا يسمعه كأنه بعيد عنه جداً، قال تعالى: {أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت:44] والمعنى: كأنك تناديهم وأنت في بلد وهم في بلد أخرى، فلا يفهمون ولا يعقلون منك شيئاً، وهذا بسبب قسوة قلوبهم.
فإذا جاءوا يوم القيامة عوملوا بمثل ذلك فينادون مفضوحين من مكان بعيد بشر أسمائهم وأقبحها، فإذا نودوا من مكان بعيد سمع جميع من في الموقف أسماء هؤلاء وما يقبحون به يوم القيامة، فكانت فضيحة لهم في الآخرة.
نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.