قال سبحانه تبارك وتعالى عن إبراهيم: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ} [الصافات:84 - 85]، هنا قال: {مَاذَا تَعْبُدُونَ}، وفي الشعراء قال: {مَا تَعْبُدُونَ} [الشعراء:70]، وهذا تفنن في صيغ القرآن، لا تتكرر الصيغة نفسها ولكن يتفنن فيها، ففي كل سورة يذكر ما يليق بها.
قال إبراهيم {لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ} [الصافات:85]، منكراً عليهم عبادة الأصنام، وكان أبوه يصنع لهم الأصنام التي يعبدونها من دون الله، قال: {أَئِفْكًا}، والإفك أعظم الكذب المفترى المختلق {أَئِفْكًا} تفترون على الله؟ تصنعون الأصنام بأيديكم وتعبدونها من دون الله عز وجل؟! {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} [الصافات:86] أتريدون آلهة من دون الله تعبدونها وتعلمون أنها لا تنفعكم ولا تضركم؟ {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات:87]، كيف ذهب وهلكم وظنكم بالله سبحانه تبارك وتعالى؟ أتظنون أنه يترككم تعبدون غيره ويترككم في هذه الدنيا بغير حساب ولا عقوبة؟ ما ظنكم برب العالمين؟ أين ذهب رشدكم؟ كيف ذهب خيالكم في ربكم سبحانه فجعلتموه أقل من هذه الأشياء فعبدتموها من دون الله سبحانه؟! أين ذهبت عقولكم؟