ثم قال لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ} [لقمان:17]، وهذه المرة الثالثة التي قال فيها: (يَا بُنَيَّ) وقد قرأها حفص عن عاصم: (يا بنيَ) ويوافقه فيها البزي عن ابن كثير.
وقراءة قنبل عن ابن كثير: (يا بنيْ) بالتسكين فيها، وقراءة باقي القراء: (يا بنيِّ أقم الصلاة).
والجمهور يقرءون: (الصلاَة) بترقيق اللام، ويقرؤها الأزرق عن ورش (الصلاّة) بتفخيم اللام.
قال الله تعالى: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان:17]، فأمره أولاً بالتوحيد، وهو حق الله عز وجل، ثم ذكر من حقوق الله عز وجل أعظم عبادة وهي الصلاة، التي تعتبر صلته بالله سبحانه وتعالى، فيؤديها ويوصي بها أولاده، فعلى الإنسان أن يؤديها ويوصي بها أولاده كما وصى لقمان ابنه؛ لتكون له خيراً ونوراً في الدنيا وفي القبر وفي الآخرة، نسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.