قال (فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، وأوحى الله إلى أيوب أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب، قال: فاستبطأته فتلقته تنظر وقد أقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان) أي: قد كشف الله عز وجل عنه هذا البلاء العظيم الذي كان عليه.
قال: (فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك رأيت نبي الله هذا المبتلى) أي: لم تعرفه؛ لأنه منذ ثماني عشرة سنة في البلاء والآن زال عنه هذا كله فلم تعرفه، فسألته: أتعرف أيوب هذا النبي المبتلى عليه الصلاة والسلام؟ ثم قالت: (والله على ذلك ما رأيت أشبه به منك إذا كان صحيحاً.
فقال: فإني هو عليه الصلاة والسلام) فقد شفاه الله سبحانه وتعالى مما كان به، وعوضه ما أخذ منه تبارك وتعالى.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وكان له أندران) والأندر: الخزانة فيها الحبوب والتمر وغيره، قال: (كان له أندران، أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض) فأعطاه ذهباً وفضة على هذا الصبر، وهذا في الدنيا، أما في الآخرة فدرجته عظيمة ومرتبته عظيمة وأجره عظيم على صبره عليه الصلاة والسلام.
وقد جاء أنهم كانوا يقولون له: سل ربك أن يشفيك فيقول: (عافاني الله سبحانه وتعالى سبعين سنة أفلا أصبر سبعين مثلها؟)، يعني: إذا كان منّ علي بصحة وبعافية وبمال وبولد سبعين سنة، أفلا أصبر سبعين سنة مثلها؟