ثُمَّ رَوَاهُ أَحْمَدُ بِطُولِهِ عَنْ يُونُسَ عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ إِسْحَاقُ فَعَنِ ابن عباس رضي الله عنهما فِي تَسْمِيَةِ الذَّبِيحِ رِوَايَتَانِ وَالْأَظْهَرُ عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ لما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تبارك وتعالى: وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ قَالَ خَرَجَ عَلَيْهِ كَبْشٌ مِنَ الْجَنَّةِ قَدْ رَعَى (?) قَبْلَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ خريفا فأرسل إبراهيم عليه الصلاة والسلام ابْنَهُ وَاتَّبَعَ الْكَبْشَ فَأَخْرَجَهُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْأَوْلَى فرماه بسبع حصيات ثم أفلته عندها فجاء إلى الْجَمْرَةَ الْوُسْطَى فَأَخْرَجَهُ عِنْدَهَا فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ثم أفلته عندها فجاء إلى الجمة الْوُسْطَى فَأَخْرَجَهُ عِنْدَهَا فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ثُمَّ أَفْلَتَهُ فَأَدْرَكَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ فَأَخْرَجَهُ عِنْدَهَا ثُمَّ أَخَذَهُ فَأَتَى بِهِ المنحر من منى فذبحه فو الذي نَفْسُ ابْنِ عَبَّاسٍ بِيَدِهِ لَقَدْ كَانَ أَوَّلُ الْإِسْلَامِ وَإِنَّ رَأْسَ الْكَبْشِ لَمُعَلَّقٌ بِقَرْنَيْهِ فِي ميزاب الكعبة حتى وحش يَعْنِي يَبِسَ (?) .
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ قَالَ اجْتَمَعَ أَبُو هريرة وكعب فجعل أبو هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ كَعْبٌ يُحَدِّثُ عَنِ الْكُتُبِ فَقَالَ أَبُو هريرة رضي الله عنه قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً وَإِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (?) فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي- أَوْ فِدَاهُ أَبِي وَأُمِّي- أفلا أخبرك عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟ إِنَّهُ لَمَّا أُرِيَ ذَبْحَ ابْنِهِ إِسْحَاقَ قَالَ الشَّيْطَانُ إِنْ لَمْ أَفْتِنْ هَؤُلَاءِ عِنْدَ هَذِهِ لم أفتنهم أبدا فخرج إبراهيم عليه الصلاة والسلام بِابْنِهِ لِيَذْبَحَهُ فَذَهَبَ الشَّيْطَانُ فَدَخَلَ عَلَى سَارَةَ فَقَالَ أَيْنَ ذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ بِابْنِكِ؟ قَالَتْ غَدَا به لبعض حاجته قال فإنه لم يغد به لحاجة إنما ذَهَبَ بِهِ لِيَذْبَحَهُ قَالَتْ وَلِمَ يَذْبَحُهُ؟ قَالَ زَعَمَ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ قَالَتْ فَقَدْ أَحْسَنَ أَنْ يُطِيعَ رَبَّهُ فَذَهَبَ الشَّيْطَانُ فِي أَثَرِهِمَا فَقَالَ لِلْغُلَامِ أَيْنَ يَذْهَبُ بِكَ أَبُوكَ، قال لبعض حاجته قال فإنه لَا يَذْهَبُ بِكَ لِحَاجَةٍ وَلَكِنَّهُ يَذْهَبُ بِكَ لِيَذْبَحَكَ قَالَ وَلِمَ يَذْبَحُنِي؟ قَالَ زَعَمَ أَنَّ ربه أمره بذلك قال فو الله لئن كان الله تعالى أمره بذلك ليفعلن قال فيئس منه فتركه ولحق بإبراهيم عليه الصلاة والسلام فَقَالَ أَيْنَ غَدَوْتَ بِابْنِكَ، قَالَ لِحَاجَةٍ قَالَ فَإِنَّكَ لَمْ تَغْدُ بِهِ لِحَاجَةٍ وَإِنَّمَا غَدَوْتَ بِهِ لِتَذْبَحَهُ قَالَ وَلِمَ أَذْبَحُهُ؟ قَالَ تَزْعُمُ أن ربك أمرك