الجزء الأول
بسم الله الرّحمن الرّحيم
هو الإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضو بن كثير بن درع القرشي من بني حصلة. ولد سنة إحدى وسبعمائة كما ذكر هو نفسه في البداية والنهاية (?) ، في قرية «مجدل» من أعمال «بصرى» ، وقد ورد اسمها في البداية والنهاية (?) :
«مجيدل» ولعل ذلك وقع تصحيفا. وتوفي والده الخطيب شهاب الدين في قرية المجدل سنة 703 هـ- كما ذكر المؤلف في البداية والنهاية ضمن ترجمة مستفيضة لوالده (?) . وقد نشأ الإمام بعد وفاة والده في رعاية شقيقه الأكبر الذي قال عنه: «كان لنا شقيقا، وبنا رفيقا شفوقا» (?) . وقد شهد القرن الثامن الهجري أحداثا عظيمة في ظل دولة المماليك تمثلت بهجوم التتار والمجاعات الكثيرة المتواترة والأوبئة التي حصدت الملايين من الناس، كما شهد الحروب مع الصليبيين وكثرة المؤامرات والفتن بين الأمراء والوزراء.
ومع ذلك كان يسود هذا العصر نشاط علمي بارز تمثل في كثرة المدارس وكثرة التآليف وخاصة التآليف الموسوعية منها.
درس الإمام ابن كثير على أيدي المئات من الشيوخ، نذكر منهم: القاسم بن محمد البرزالي مؤرخ الشام (ت 739 هـ) ، والشيخ يوسف بن عبد الرحمن المزي (ت 744 هـ) ، والحافظ ابن القلانسي (ت 729 هـ) ، وإبراهيم بن عبد الرحمن الفزاري (ت 729 هـ) ، ونجم الدين ابن العسقلاني، وابن الشحنة شهاب الدين الحجار (ت 730 هـ) ، وكمال الدين ابن قاضي شهبة، والشيخ نجم الدين موسى بن علي بن محمد الجيلي ثم الدمشقي المعروف بابن البصيص (ت 716 هـ) ، والحافظ شمس الدين الذهبي (ت 748 هـ) كما أخذ عن القاسم ابن عساكر وابن الشيرازي وإسحاق الآمدي وغيرهم كثير.
توفي ابن كثير في يوم الخميس 26 شعبان من سنة 774 هـ، وخرجت بدمشق