وقال ابنُ المباركِ عن أبي جعفرٍ عن ليثٍ عن مجاهدٍ: (وَقوموا للَّهِ قَانِتِينَ) .

قال: القنوتُ: الركونُ والخشوعُ وغضُّ البصرِ وخفض الجناح من رهبةِ اللَّه

عز وجل.

قال: وكانَ العلماءُ إذا قامَ أحدهُم في الصلاةِ هابَ الرحمنَ عزَ وجلَّ أن

يشذ نظرُه أو يلتفتَ أو يُقلِّبَ الحصى أو يعبثَ بشيءٍ أو يُحدِّثَ - يعني:

نفسهُ - بشيءٍ من الدنيا، إلا ناسِيًا، ما دامَ في صلاتهِ.

وقال منصورٌ عن مجاهدٍ رحمه اللَّهُ تعالى في قولهِ تعالى: (سيمَاهُمْ فِي

وجُوهِهِم) .

قال: الخشوعُ في الصلاةِ.

وخرَّجَ الإمامُ أحمدُ والنسائي والترمذيُّ من حديثِ الفضلِ بن عباسٍ

- رضي الله عنهما - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:

"الصلاةُ مثنى مثنى، تشهَّدُ في كلِّ ركعتينِ، وتخشَّعُ وتضَّرعُ، وتمسْكَنُ، وتُقنعُ يديك " يقول: "تَرْفعهُما إلى ربِّك عزَّ وجل وتقولُ:

يا رب يا رب يا رب ثلاثًا فمنْ لم يفعلْ ذلكَ فهي خِدَاجٌ ".

وفي "صحيح مسلم " عن عثمانَ - رضي الله عنه - عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال:

"ما من امرئ مسلمٍ تحضرُه صلاةٌ مكتوبةٌ فيحسنُ وُضوءَها وخشوعَها وركوعَها إلا كانَت كفارةً لما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015