بي وبِكَ القُدورُ في اللَّهِ عزَ وجلَّ.

وقال بعضُ الصالحين: وددتُ أنَّ جسمي قُرِضَ بالمقاريضِ وأنَ هذا الخلقَ

كلَّهم أطاعُوا اللَّهَ عزَّ وجلَّ، فعُرِض قولُهُ على بعضِ العارفينَ فقال: إن كان

أراد بذلك النصيحةَ للخلقِ وإلا فلا أدري، ثم غُشيَ عليه.

ومعنى هذا: أن صاحبَ هذا القولِ قد يكونُ لَحِظَ نُصحَ الخلقٍ والشفقةَ

عليهم من عذابِ اللَّه، وأحبَّ أن يفديَهم من عذابِ اللَّهِ بأذى نفسِهِ، وقد

يكونُ لَحِظَ جلالَ اللَّهَ وعظمتِه وما يستحقُهُ من الإجلالِ والإكرامِ والطَّاعةِ

والمحبةِ، فوَدَّ أن الخلقَ قاموا بذلك، وإن حصلَ له في نفسِهِ غايةُ الضرر.

وهذا هو مشهدُ خَواصِّ المُحبين العارفينَ بملاحظتِهِ فغشي على هذا الرجلِ

العارفِ.

وقد وصفَ اللَّهُ تعالى في كتابِهِ أن المحبين له يجاهدون في سبيله ولا

يخافون لومة لائم.

وفي ذلك يقولُ بعضُهُم:

أجدُ الملامةَ في هَواَك لذيذةً. . . حبًّا لذكْرِكَ فلْيَلُمْنِي اللُّوَّمُ

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015