كتبَ كتابَهُ في علِّيين، ثم يقولُ الربُّ عزَّ وجلَّ: ردُّوا عبدِي إلى مضجعِهِ، فإنَي وعدتُهم أني منها خلقتُهم، وفيها أُعيدُهم، ومنها أُخرِجُهم تارةً أخرى، فيُرَدُّ إلى مضجعِهِ ".

وذكرَ الحديثَ. وقال في روء الكافرِ: "فيصعدُ بها إلى السماءِ، فتغلق دونه أبوابُ السماءِ قال: ويُقالُ: اكتبوا كتابَهُ في سجِّين، قالَ: ثم يقالُ: أعيدُوا عبدِي إلى الأرضِ، فإني وعدتُهُم أنِّى منها خلقتُهم، وفيها أعيدُهُم، ومنها أخرجُهم تارةً أخرى".

وفي روايةٍ: "فيقولُ اللَّهُ تعالى: ردُّوا روحَ عبدِي إلى الأرضِ، فإنِّي وعدتُهُم أنِّي أردُّهم فيها" ثم قرأ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) .

وهذا يدل على أنَّ أرواحَ المؤمنينَ تستقرُ في الأرضِ، ولا تعودُ إلى السماءِ

بعد عرضِها ونزولهَا إلى الأرضِ، ولكنَّ حديثَ البراءِ وحدَهُ لا يعارضُ

الأحاديثَ المتقدمةَ في أنَّ الأرواحَ في الجنةِ، ولا سيما الشهداءُ.

وفي "صحيح مسلم" عن عبدِ اللَّهِ بن شقيقٍ، عن أبي هريرةَ، في صفةِ

قبضِ روء المؤمنِ، قالَ: "ثم يصعدُ به إلى اللهِ - عزَّ وجلَّ - فيقولُ: ردُوه إلى آخر الأجلبنِ "، وذكرَ مثلهُ في روءِ الكافرِ، وقال فيه: وردَّ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ريطةً كانتْ له على أنفهِ، يعني لمَّا ذكر نتن ريحهِ. وهذا يشهدُ لرفع الحديث كلِّهِ.

وخرَّج ابنُ أبي الدنيا، منْ حديثِ قتادةَ عن قسامةَ بنِ زهيرٍ، عن أبي

هريرةَ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -:

"إنَّ المؤمنَ إذا احتُضِرَ أتتهُ الملائكةُ بحريرة فيها مسكٌ وضبائرُ

الريحانِ، فتُسل روحُهُ كما تُسلُّ الشعرةُ من العجينِ، وتقولُ: أيتها النفسُ المطمئنةُ اخرجِي راضيةً، مرضيًّا عنكِ إلى روحِ اللَّهِ وكرامتِهِ، فإذا خرجتْ روحُه وُضِعَتْ على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015