عليه، فقالَ: "على صاحبِكُم دَيْنٌ؟ " فقالُوا: نعم، قالَ: " فما ينفعُكُم أنْ أصلِّيَ على رجلٍ مرتهن في قبرِهِ، لا تصعدُ روحُه إلى السماءِ، فلو ضمِنَ رجلٌ دَيْنَه قمتُ فصلَّيتُ عليه، فإنَّ صلاِتي تنفعُهُ ".

وفي المعنى أحاديث متعددة.

وخرَّج ابنُ أبي الدنيا، في كتابِ "من عاشَ بعد الموتِ " من طريقِ سيَّارِ

ابنِ جسرٍ، قالَ: خرج أبي وعبدُ اللَهِ بنُ زيدٍ، يريدانِ الغزوَ، فهجمُوا على

رَكيةٍ عميقةٍ واسعةٍ، فأدلَوا حبالَهُم بقدرٍ، فإذا القدر قد وقعت في الرَّكِيَّةِ.

قالَ: فقرنوا حبالَ الرفقةِ بعضُها ببعضٍ، ثم دخلَ أحدُهما إلى الرَّكيِّ، فلمَّا

صارَ في بعضِه إذا هُوَ بهمهمةٍ في الرَّكِيِّ، فرجعَ فصعدَ، فقالَ: أتسمعُ ما

أسمعُ؟ قالَ: نعمْ، فناولني العمودَ، فأخذ العمود ثم دخلَ الرَّكِيَّةَ، فإذا هُو

برجلٍ جالسٍ على ألواح وتحتَهُ الماءُ. فقالَ: أجنيّ أم إنسيّ؟

قال: بل إنسيٌّ، فقالَ: ما أنت؟

قال: أنا رجل من أهلِ إنطاكية، وإني مِتُّ فحبسنِي ربِّي عزَّ وجلَّ ها هُنا بدَيْنٍ عليَّ، وإن ولَدي بإنطاكية، ما يذكروني، ولا يقضونَ عنَي.

فخرجَ الذي كان في الرَّكِيًّةِ، فقال لصاحبِهِ: غزوةٌ بعدَ غزوة، فدعْ

أصحابَنا يذهبونَ، فسارُوا إلى إنطاكية، فسألوا عن الرجلِ وعن بَنِيه، فقالوا: نعم، إنه - واللَّهِ - لأبونا، وقد بعنا ضيعةً لنا، فامشوا معنا حتى نقضيَ عنهُ دَيْنَهُ، قال: فذهبُوا معهُم، حتى قضوا ذلك الدَّينَ، قال: ثم رجعْنا من

إنطاكية حتى أتيْنَا موضعَ الركيةِ، ولا نشكُّ أنها ثمَّ، فلم يكنْ ركيةً ولا شيء

فأمسُوا فباتُوا هناكَ. فإذا الرجلُ قد أتاهُم في منامِهِم، وقال: جزاكمُ اللَّهُ

خيرًا، فإن ربِّي عزَّ وجلَّ حَوَلني إلى مكانِ كذا وكذا من الجنةِ حيثُ قُضِي

عنَي دَيني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015