عليه السلام: "إن إبراهيم عليه السلامُ لم يحبَّني أحدٌ من خلقي كحبِّه إياي ".
وعن أبي حازمِ القيساريِّ قال: مكتوبٌ في الإنجيلِ: "يا عيسى، الحقُّ
والحقَّ أقول: إنَي أحَبُّ إلى عبدِي من نفسِهِ التي بين جنبيه ".
وعن ابنِ عيينةَ عن رجلٍ: عن يحيى بن أبي كثير اليمانيّ، قال: نظرْنَا
فلم نجدْ شيئًا يتلذذُ به المتلذذون أفضلَ من حبِّ اللَّهِ عزَّ وجلَّ وطلبِ
مرضاتِهِ.
وعن سعيد بن عامر عن محمدِ بنِ ليث عن بعضِ أصحابهِ قال: كان
حكيمُ بنُ حزامِ يطوفُ بالبيتِ ويقول: لا إله إلا الله، نعم الربُّ ونِعْمَ الإلهُ.
أحبه وأخشاه.
وعن بكرِ المزنيِّ قال: ما فاقَ أبو بكرٍ أصحابَ محمد - صلى الله عليه وسلم - بصومٍ ولا صلاة، ولكنْ بشيءِ وقرَ في قلبِهِ.
قال إبراهيمُ: بلغني عن ابنِ عُليَّة أنه قال: في عقيبِ هذا الحديثِ: الذي
كان في قلبِهِ الحبُّ للهِ عزَ وجل، والنصيحةُ في خلقِهِ.
قال ابنُ أبي الدنيا حدَّثنا هارونُ بن سفيانَ حدَّثنا عبدُ اللَّهِ بن صالح
أخبرني بعضُ أهلِ البصرةِ، قال: لمَّا استَقضى سوَّارٌ بالبصرة، كتبَ إليه أخٌ له كان يطلبُ العلمَ معه وكان ببعضِ الثغورِ:
"أمَّا بعدُ، أوصيك بتقوى اللهِ الذي جعلَ التقوى عِوَضًا من كلِّ فائتِ منَ الدنيا، ولم يجعلْ شيئًا من الدنيا يكونُ عِوَضًا من التَّقوى، فإنَّ التقوى عقدةُ كل عاقلِ مستبصرٍ، إليها يستروِحُ، وبها يستن، ولم يظفرْ أحد في عاجلِ هذه الدنيا وآجلِ الآخرةِ بمثلِ ما ظفرَ به أولياءُ الله الذين شربُوا بكأس حبِّه، فكانتْ قرةَ أعينهم فيه،