ولا تطلق على الله إلا باللفظ التي وردت مثل لفظ المكر جاء بلفظ الفعل {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) } (?) نقول: يمكر الله بمن مكر به، الله خير الماكرين، أما أن يُشتق وصف لله فيقال من وصف الله الماكر لا هذا نقص، ما يقال من وصف الله الماكر ولا من صفات الله المكر لكن بأنه يمكر بمن يمكر به: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} (?) ولا يكيد الله من كاده، ولا يشتق صفة لله فلا يقال من أوصاف الله الكائد لا {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} (?) يستهزئ الله بالمنافقين على لفظ الفعل، ولا يقال من أوصاف الله المستهزئ، بخلاف الصفات التي جاء إطلاقها مثل العلم والحياة والسمع والبصر تطلق على الله.

فالصفات لها أحوال ثلاثة:

الحالة الأولى: أن تأتي الصفة مطلقة على الله مثل العلم والحياة نُطلقها على الله.

الحالة الثانية: تأتي على لفظ الفعل فلا تطلق على الله إلا على لفظ الفعل {يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) } (?) ، {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} (?) ما يقال من أوصاف الله المستهزئ، يقال الله مستهزئ بالمنافقين.

الحالة الثالثة: تأتي على لفظ الفعل، وتأتي أيضًا مضافة مثل {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} (?) نقول: إن الله خادع للمنافقين , يخدع الله المنافقين {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} (?) الله خادع للمنافقين، فإذا جاءت على لفظ الفعل تبقى على لفظ الفعل، وإذا جاءت مضافة مع لفظ الفعل تُثبت لله على الإضافة، وإذا جاءت مطلقة تُثبت مطلقة مثل الحياة والسمع والبصر هذه مطلقة بدون قيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015