أما الصفات الفعلية: فهي التي تتعلق بالمشيئة والاختيار مثل الكلام والخلق والرزق والإماتة والإحياء والاستواء والنزول هذه صفات فعلية ينزل إذا شاء، استوى على العرش كان بعد خلق السماوات والأرض دل على أنه في وقت كان مستويًا، وفي وقت لم يكن مستويًا، والكلام يقال إنه صفة ذاتية وصفة فعلية باعتبار ذات أصل الكلام هو ذاتي؛ لأن نوع الكلام قديم، أما أفراد الكلام فهي حادثة يتكلم إذا شاء لكن أصل الكلام قديم لم يزل ولا يزال خلافًا للكرامية الذين يقولون: إن الرب كان معطلا عن الكلام، هناك فترة كان الكلام ممتنعا على الرب ثم انقلب فجأة فصار متكلما هذا من أبطل الباطل -كلام الكرامية-، وشبهتهم في هذا أنهم يقولون: إذا قلنا إن الرب يتكلم لزم من ذلك تسلسل الحوادث؛ لأن الله يخلق بالكلام فتكون الحوادث متسلسلة، فإذا تسلسلت انسد علينا طريق إثبات الصانع فلا نستطيع أن نثبت أن الله هو الأول إلا بإثبات فترة فنقول هذا من أبطل الباطل إثبات ما عليها دليل.

ثانيًا: أنه يلزم منها خلو الرب من الكمال من الخلق والكلام صفة الكمال والخلق والفعل كمال {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) } (?) {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) } (?) ما دليلكم على هذه الفترة؟

أما هذه الشبهة فإنها تزول فإننا نقول أن كل فرد من الأفراد المخلوقات المتسلسلة مسبوق بالعدم أوجده الله بعد أن لم يكن خلقه الله بعد أن لم يكن خلقه الله مسبوق بالعدم أوجده الله ويكفي هذا، أما إيجاد فترة وإثبات فترة فهذا باطل وليس عليه دليل، ويلزم منه تنقص الرب -سبحانه وتعالى- وتعطيله من صفات الكمال الخلق والفعل.

الفرع الرابع كل صفة من صفات الله فإنه يتوجه عليها ثلاثة أسئلة

الفرع الرابع: كل صفة من صفات الله فإنه يتوجه عليها ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: هل هي حقيقة ولماذا؟

السؤال الثاني: هل يجوز تكييفها ولماذا؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015