والوجه الآخر أن تكون الفاء عاطفة قصة على قصة، والتفصيل على إجمال، فكأنه أولًا ذكر نداء مجملًا ثم عقبه بذكره مفصلًا، وهي كالفاء التي تدخل على الفذلكة من حيث إن المجمل بما هو مجمل غير المفصل فهو عطف مفصل على مجمل.
ويجوز وجه ثالث لطيف المأخذ رقيق الحاشية، وهو أن يكون النداء على بابه، لكن المعطوف عليه مجموع النداء وما بعده: فليس من عطف الشيء على نفسه، بل من عطف المجموع على أحد أجزائه، وهما متغايران. هذا كلامه رحمه الله [تعالى].
«و [قد] يضاف قول وقائل إلى الكلام المحكي». فالأول- كقوله:
قول، يا للرجال ينهض منا*** مسرعين الكهول والشبانا
والثاني كقوله:
وأجبت قائل كيف أنت بـ (صالح) *** حتى مللت وملني عوادي