وباب التوبة مفتوح مهما كثرت الذنوب، فلا ييأس أحد من عفو الله، فان اليأس من عفو الله أكبر من كل ذنب.
{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً}.
فالتوبة هي ترك للسيء و (رجوع) إلى الحسن، أما الاستغفار فهو طلب الغفران من الله، وقد أمر الشرع به، وحث عليه:
{هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا اليه ... واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه إن ربي رحيم ودود ... ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه}.
وجاء، مثل ذلك على لسان كل رسول، ينصح به قومه، ويدلهم به على طريق العفو من الله، والنجاة من عذابه.
والمذنبون على درجات: أما الذين ماتوا على كفرهم فلا أمل لهم في المغفرة.
{إن الله لا يغفر أن يشرك به}.
والمشركون في الأصل أشد كفرا من أهل الكتاب ولكن الجميع في حكم هذه الآية سواء، فلا يقال لمن مات كافرا (رحمه الله)، ولا (غفر الله له)، ولا يقال له (المرحوم أو المغفور له فلان). وأما العصاة من المسلمين، الذين ماتوا بلا توبة فأمرهم إلى الله، ان شاء غفر لهم.
{ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
وان شاء عذبهم بالنار، لكنهم لا يخلدون فيها. ولا يستهن أحد بعذاب النار، ولا يستخفه، فان نار الدنيا وهي نعمة، لا يطيق أحد احتمالها دقائق، فكيف نعرض أنفسنا لعذاب جهنم دهورا؟
وأما التائبون فيتوب الله عليهم بمنه وكرمه، هذا الذي يتوب من بعد الذنب، أما الذي يتوب منه، ويتنبه لنفسه ويدركه خوف ربه، قبل اتمام