المحرومين من فضل (?) النعم، وشكر اللسان بأن يكثر من حمد الله، كان من الشاكرين حقا.
ثمرات الايمان
والمسلم بين نعمتين، ان أصابه خير فشكر كان له اجر، وان مسه ضر فصبر كان له أجر، فلا يعدل أجر الغني الشاكر، أو يزيد عليه، الا أجر الفقير الصابر.
{ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.
وهذه الحياة الدنيا، ليست دار نعيم، وليست تخلو من المكدرات، من انحراف الصحة، أو ضياع المال، أو فقد الحبيب، أو غدر الصديق، أو ذهاب الأمن، هذه طبيعتها التي لا تتغير ...
جبلت على كدر وأنت تريدها ... صفوا من الاقذار والاكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ... متطلب في الماء جذوة نار
قال تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ... }.
لأنهم مع الأيام ينسون المصاب، ويجدون الثواب، وغيرهم يحمل الألم. ولا ينال شيئاً.
مصاعب ومصائب لا بد منها، فإما أن تداويها بالصبر فتنال الاجر، وإما أن تثور عليها، فتزيد ثورتك من عذابك، ولا تدفع عنك ما بك. هذا هو النوع الأول من الصبر، الصبر على المصائب.
والنوع الثاني هو الصبر عن المعاصي، صبر الشاب الذي يرى العورات البادية ونفسه تميل اليها، فيغض بصره من خوف الله عنها، ويعرف سبيل اللذات المحرمة، فيمنع نفسه عن سلوكها، على رغبته فيها. صبر