ضئيلة إلى جنب الشمس وعظمها، والشمس التي تكبر الأرض بمليون مرة، هي بالنسبة لكوكب من هذه الكواكب حبة رمل في الصحراء الكبرى.
والشمس التي تبعد عنا بأكثر من مئة مليون كيل (كيلومتر)، اذا قدرنا بعدها بالزمن الضوئي، وسرعة الضوء ثلاث مئة ألف كيل في الثانية الواحدة، يبلغ بعدها عنا ثماني دقائق. فماذا يكون بعد النجوم التي يصل ضوؤها الينا في مليون سنة ضوئية؟ السنة الضوئية تعدل عشرة آلاف مليار كيلومتر (?)، فكم كيلومتر في مليون سنة؟
وهذه الكواكب، ومنها كوكب المجرة، التي لا يعرف علم الفلك عنها أكثر من انها بقعة مضيئة، فيها من الكواكب ما لا يعلمه الا الله، هذه الكواكب على ضخامتها التي يعجز العقل عن تصورها، تسير بسرعة هائلة، سرعة تتخطى حدود الأرقام، فكيف لا يقع فيما بينها اصطدام؟
قرأت لاحد علماء الفلك، ان احتمال اصطدامها، كاحتمال اصطدام ست نحلات لو أطلقت في الفضاء المحيط بالأرض. ان سعة فضاء الأرض بالنسبة لست نحلات، كذلك الفضاء بالنسبة لهذه الكواكب التي لا تعد ولا تحصى. وهذا الفضاء كله وسط كرة هائلة هي السماء الدنيا، كرة من جرم حقيقي ليست هواء ولا فضاء (?)، ولا خطا وهميا هو مدار الكواكب كما تصور بعض المحدثين من المفسرين، كرة محيطة بهذا الفضاء وما فيه، ومغلقة عليه وهو في داخلها. كرة محفوظة لها أبواب تفتح وتغلق، جعلها الله (سقفا محفوظا) لهذا الفضاء، وجعل هذه الكواكب فيها كالمصابيح التي تزين