الإيمان بالغيب
المغيبات التي أخبر بها الشرع، ويجب بها الايمان، ويترتب على انكارها الكفر، هي الملائكة والجن، والكتب والرسل، واليوم الآخر، وما فيه من الحساب، وما بعده من الثواب والعقاب، والقدر، وما جاء في القرآن، عن خلق السموات والأرض، وخلق الانسان، وكل ما أخبر به القرآن.
الإيمان بالغيب
الماديون الذين لا يؤمنون الا بما يحسون به، نرد عليهم بالقاعدة الثالثة من قواعد العقائد التي تبين أنه لا يشترط من عدم الوجدان عدم الوجود، وأنه لا يحق لنا أن ننكر أشياء لمجرد أننا لا نحس بوجودها، وبالقاعدة التي بيّنا فيها ان الخبر الصادق يفيد اليقين، كما يفيده الحس، وما دام قد ثبت صدق محمد صلى الله عليه وسلم في اخباره عن الله، وثبت نقل هذا الخبر الينا، فقد حصل من هنا اليقين لدينا معشر المؤمنين بوجود هذه المغيبات.
الإيمان بالغيب
عالم الغيب على أقسام، كل قسم منها يسمى غيباً:
1 - قسم لم ندركه نحن، ولكن أدركه غيرنا من البشر، كقصة يوسف مثلا، سماها الله غيباً، لأن محمداً صلى الله عليه وسلم وقومه لم يدركوها بحواسهم، لم يروها ولم يسمعوا بها، ولكن بني اسرائيل، (أعني أولاد يعقوب) يوسف واخوته، أدركوها وعاشوها، وكانت هي وقائع حياتهم.
2 - وقسم لم يدركه البشر، وان كان من الممكن عقلا أن يدركوه لو قدم الله موعد إيجادهم، كالحوادث التي كانت في الأرض من قبلهم، وأخبار المخلوقات التي كانت تسكنها، ولكنهم لم يعرفوا عنها في الواقع، وعن أخبار خلق أبيهم آدم، وبداية الحياة البشرية، الا ما جاءهم علمه من طريق الوحي.
3 - وقسم لا يمكن إدراكه بالحواس، ولا الحكم عليه بالعقل، ولا الاحاطة بحقيقته بالخيال، كصفات الله، وما غيبه عنا من مخلوقاته، كالملائكة