شهادة الرسل: اذا كان يوم الحساب أحضر النبيون كما قال تعالى: {ووضع الكتاب وجيء بالنبيين}.

وكانت محاكمة كل أمة وفق شريعتها، بحضور نبيها: {وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها} {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}.

الكتب والصحف:

هذه الصحف التي تسجل فيها أعمالنا كلها في الدنيا، تكون مطوية مخفية، سراً لا يدري به الخلق. فإن تاب العبد من ذنوبه المدونة فيها التوبة الصادقة، مُحيت منها، وإلا بقيت فيها، فإذا حل يوم الحساب، نُشرت وأُعلنت، كنتائج الامتحانات تكون سراً عند الفاحصين فلا يعلم برسوب الراسب سواهم، فإذا جاء وقت إعلانها عرف بذلك الناس، وافتضح الراسب في أهله وبين إخوانه، ولكن الفضيحة هنا على رؤوس الخلائق جميعاً، وهي الفضيحة الكبرى، والراسب هنا يسقط في جهنم ويخسر -إن كان كافراً- سعادة الأبد، ويلقى العذاب الدائم.

تُنشر الصحف وتوزع، فيلقى كل إنسان كتابه منشوراً، ويقال له:

{اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.

فمن كانت حسناته التي دونها ملك اليمين أكثر، ناوله كتابه بيمينه بشارة له بأنه سوف {يحاسب حساباً يسيراً}، فإذا رأى ما فيه فرح واستبشر، كما يفرح التلميذ الذي يأخذ نتيجة الامتحان فيرى أنه ناجح، ويحب أن يطلع على نجاحه الإخوانُ والأقران، يقول:

{هاؤُمُ اقرؤوا كتابيه. إني ظننت -أي: إني أيقنت في الدنيا- أني ملاق حسابيه}.

ومن كانت سيئاته التي دونها ملك الشمال أكثر، ناوله كتابه بشماله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015