فالانسان باق في الأرض، يشهد الزلزال، ويسأل عن أمره، ويبحث في أسبابه (?).

الإيمان باليوم الآخر

حوادث فلكية

يوم القيامة، وما يكون فيه، وما يأتي بعده، هو (كما قدمت القول) من الأمور الغيبية، ليس للحواس احاطة به، كما تحيط بالمخلوقات المادية، ولا للعقل البشري حكم عليه، كما يحكم على الحوادث الدنيوية، وعمله كله في فهم النصوص، وادراك معناها.

وفي القرآن نصوص صريحة، تدل على أن كثيراً من السنن الكونية، التي سميناها (اصطلاحا) قوانين الطبيعة، تطرأ عليها تبديلات وتعديلات، فكأن استمرارها منوط باستمرار هذه الحياة الدنيا، فاذا انتهت مدتها انتهى أمد هذه القوانين.

وكأن العالم الذي تشاهده، بأرضه وكواكبه، على ما فيه من الاتقان العجيب، بناء مؤقت، أقيم لغرض محدود، ولمدة محدودة.

من هذه الحوادث، ان الجبال تصيبها رجفة أرضية هائلة، تفتت صخورها حتى تصير الجبال كالقطن المنفوش، ويغدو الجبل العظيم تلا متداعيا، وكثيبا مهيلا. ثم تنسف نسفا، فتسير كما تسير كثبان الرمل، ثم تغدو سرابا، وتصير الأرض كلها قاعا مستويا.

كل هذا خبر به القرآن، وخبر ان البحار تتفجر مياهها، ثم تتبخر. والكواكب ينتثر عقدها، ويتبدل مسيرها. والقمر يجمع مع الشمس، والسماء تكشط وتنشق وتنفطر، ثم تطوى كما تطوى الرسائل في السجل الكبير، ثم تكون النتيجة ان الأرض تبدل فكأنها غير الأرض، وان السماء تبدل فكأنها غير السماء، وكل هذا خبر به القرآن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015