إذا كان ذهن ومستوى فكر بعض الناس أضيق من أن يتصور حقيقة الكرامة والشرف للإنسان فما هو ذنب أهل الكرامة والشرف؟. وما على هؤلاء الناس إلا أن يعالجوا أذهانهم ومستوى فكرهم ويوسعوا أفق تصورهم. إنما الحق أن زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم كلها تدل على نبوته ورسالته وهي دلائل قاطعة وبراهين ساطعة على أنه لم يأت ولن يأتي رجل مثل النبي صلى الله عليه وسلم الذي ضحى بكل ما يملك مرضاة لله سبحانه ثم حباً للإنسانية.
إن الرجل هو في الحقيقة أنقى وأطهر الناس في العالم بدليل أنه لا يختار لنفسه إلا الأرامل والعجائز والوحيدات اللاتي فقدن كل سند ومعين في الحياة.
والسيدة عائشة هي الوحيدة بين كل أمهات المؤمنين التي كانت بكراً، وأما الأخريات فهن كلهن أرامل ومسنات - هل هذه شهوانية وأنانية أم هذه قمة الإنسانية؟. والأمر الهام جدا أن نرى هذه الزيجات في إطار الظروف والملابسات التي أحاطت الرسول الداعي إلى الإسلام وإمام الإنسانية، ما الذي كان يناسبه لنشر دعوته إلى الناس جميعا، فمنهم الرجال والنساء، ومنهم أصحابه وأعداؤه ومنهم قبائل العرب ودول العجم وقد أرسله الله رسولا إلى الناس كافة فكان عليه أن يؤم الحركة الإسلامية ويبلغ الدعوة الإسلامية إلى الناس كافة، ويعطيها نفوذاً وقوة في كل مجال وفي كل ناحية. فإذا نظرنا إلى زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الناحية نرى أنها أمر لابد منه وهكذا سنة النبيين جميعاً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وأصحابه أجمعين....