اشترك في فتنة عثمان، مما زاد الأمر سوءاً وجعله يظهر وكأنه مشترك بقتله وليس الأمر كذلك (?)، فقد كان محاصَراً في بيته كعثمان - رضي الله عنه - (?).

هذا الموجز يظهر ما كان عليه الحال في بداية عهد علي - رضي الله عنه - والذي ما كان أحد يستطيع أن يتدبر أمره فيه حتى ولو كان علياَ - رضي الله عنه -، فقد عكست هذه البداية آثارَها على حرب علي - رضي الله عنه - لمعاوية - رضي الله عنه -، فقد جاءت هذه الحرب وقد كلَّت النفوس وضعفت الهمم من الفتن المتلاحقة والاستنفار المتتابع.

ويبقى الحدث الأهم في خلافة سيدنا علي - رضي الله عنه - فيما يتعلق بالبحث - هو الخلاف الذي حصل بينه وبين معاوية - رضي الله عنه - والذي أدى من الناحية العملية إلى تعدد الخلفاء بعد حادثة التحكيم، وخلعِ سيدِِنا أبي موسى الأشعري لسيدنا علي وتثبيت عمرو بن العاص لمعاوية، حيث بدأ سيدنا معاوية بعدها بإعلان نفسه خليفة في الشام (?).

لقد بدأ الخلاف بين علي - رضي الله عنه - ومعاوية - رضي الله عنه - منذ اللحظة الأولى لخلافة سيدنا علي - رضي الله عنه - فقد طالب معاويةُ - رضي الله عنه - وعددٌ من الصحابة (?) بالقصاص من قتلة عثمان - رضي الله عنه -، وشَرَطَ معاويةُ - رضي الله عنه - الأخذَ بالقصاص قبل أن يبايع علياً - رضي الله عنه - (?)، ولم يكن الأمر بالسهولة التي كان يظنها معاوية - رضي الله عنه - أو لعله كان يعرف أن سيدنا علياً - رضي الله عنه - لا يستطيع أن ينفذ هذا الأمر (?)، وقد أدرك سيدُنا علي - رضي الله عنه - هذا، وهو الذي عاش

طور بواسطة نورين ميديا © 2015