فأعمل الشاعر الثاني وهو (لم أجف) في (الأخلاء) فنصبه على أنه مفعول به، وأعمل الأول في ضميره، وهو (واو الجماعة) ، وأثبت الضمير؛ لأنه وإن عاد على متأخر لفظاً ورتبة لكن مجيئه عن العرب دليل على جوازه هنا.

وإن كان الضمير منصوبًا أو مجرورًا حذفته نحو: ضربت وضربني زيد، ومررت ومر بي زيد، ولا يؤتى بهذا الضمير إذ لو قيل: ضربته وضربني زيد، ومررت به ومر بي زيد. لعاد الضمير على متأخر لفظًا ورتبة، وهذا الضمير فضلة يستغني عنه الكلام، فيحذف.

قوله: (وَلَيْسَ مِنْهُ ­ كَفَانيِ ولَمْ أَطْلُبْ قَلِيلٌ مِنَ المَالِ ­ لِفسَادِ المَعْنى) .

أي ليس من باب التنازع قول امرئ القيس:

ولو أن ما أسعى لأدنى معيشة ……كفاني ولم أطلب قليل من المال (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015